قصبة تنس العتيقة :
تعد مدينة تنس من أعرق مدن حوض البحر الأبيض المتوسط بالنظر إلى تاريخها الحافل بالأحداث والحضارات التي تعاقبت على مرفئها ، تستمد تسميتها من الكلمة البربرية والتي تعني المفتاح ، عرفت عند الفنيقين بكارتينا التي تعني المدينة المفتاح ، أما الرومان فسموها كارتينا كولونيا بمعنى مستعمرة كولونيا نظرا لازدهارها في عصرهم تحتوي القصبة على العديد من المعالم الاثرية الدينية ( مساجد، أسوار ، ابراج ،حمامات، ومجمعات سكنية، يرجع تاريخ تأسيسها إلى عام 785م/262ه على يد البحارة الأندلسيين وهي مصنفة بتاريخ 18/09/2007 حسب المرسوم التنفيذي رقم 07-277 المؤرخ في 06 رمضان عام 1428 هـ وتحتوي القصبة على:
باب البحر: يعتبر باب البحر من أهم أجزاء سور المدينة وسمي على هذا النحو لإشرافه على الواجهة البحرية ويعد أحد الأبواب الخمسة لسور المدينة : وهي باب خوجة، باب ابن ناصح، بابي القبلة، يأخذ هذا الباب شكل برج دفاعي . يترقب الحركة خارج أسوار المدينة بهدف حراستها وضمان أمنها.
مميزات الباب: قاعدته مربعة متينة، جدران سميكة ،تزينه زخارف ذات طابع مغربي اسلامي، استعملت في بنائه الحجارة ، القرميد اضافة إلى ذلك التبن التراب لضمان تماسك أجزائه.
مسجد لالة عزيزة: يتواجد هذا المسجد محاذيا لرحب السوق داخل قصبة تنس ، يحمل هذا الاسم نسبة إلى لالة عزيزة بنت السلطان يتميز بشكله البسيط وصغر حجمه، يحمل كل تقنيات بناء المساجد العتيقة في الجزائر ولقد عثر بالقرب من المسجد سنة 1987م على جرة تعود إلى القرن العاشر ميلادي تحتوي على قطع نقدية فضية يرجح بأنها إحدى هدايا السلطان لابنته وتتواجد اليوم بمتحف الأثار لمدينة شرشال.
مسجد سيدي بلعباس: يقع بالقرب من الطريق الرئيسي للقصبة ويحمل هذا الاسم نسبة إلى مدرس القران الكريم ، بني اواخر القرن 11م / 5هـ يحمل النمط المعماري العربي الاسلامي العريق ولايزال يحتفظ بتصميمه الأصلي كبابه العتيق ،وأعمدته العشرة التي تحمل السقف المزين بقطع خشبية متشابكة به 03 قباب هرمية مغطاة بالقرميد ،ولايزال الطلبة إلى اليوم يتداولون عليه لتعلم القران الكريم.
مسجد سيدي بو معيزة : يعود تأسيسه في القرن 09م يتميز بهندسة معمارية رائعة الجمال، وذات أصالة ملحوظة إذ زاوج بكل تناغم بين الحضارات المشرقية ، الاندلسية، والمغاربية يتواجد بالمسجد اقدم نمط للمحراب وقد بني وفقا لمسجد دمشق ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم تتميز قاعة الصلاة بأعمدتها 39 والتي جلبت من المدينة الرومانية لتنس تعلوها تيجان متنوعة الأشكال ترتبط ببعضها البعض بواسطة أقواس ، وزين السقف بقطع خشبية أما المحراب فيحمل زخارف مستوحاة من الفن الاسلامي الاصيل ولقد صنف بتاريخ 20/05/1905 وأعيد تصنيفه بعد الاستقلال عام 1967م طبقا للأمر 67 – 281
الحمام: يقع الحمام بجانب باب البحر يتكون من قاعتين :
1- قاعة باردة 2- قاعة ساخنة 3- رواق: يوجد به خزان مائي، وفرن تقليدي، يستعمل فيه الخشب لتسخين المياه.
الأزقة: تمثل الأزقة الشريان النابض للمدينة فهي الرابط المباشر لجميع المجمعات السكنية وتختلف من حيث الاتساع والضيق به ازقة رئيسية تتميز باتساعها وأخرى ثانوية تتميز بانغلاقها في جل الاحيان.
المنازل : تتميز بالهندسة المعمارية الرائعة فهي تحمل كل صفات البيت العربي من الصحن المكشوف الذي تحيط به الغرف المغطاة بالقرميد النوافذ المفتوحة على الصحن ويتميز البيت بالانخفاض.